الخميس، 26 أغسطس 2010

0 كريستيانا بكر من MTV إلى مكة المكرمة

http://antipemurtadan.files.wordpress.com/2009/12/iyzn02.jpg

الحديث مع كريستيانا بكرالالمانية الأصل المذيعة بالتليفزيوين البريطاني والتي كرمها الرئيس مبارك في الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف حديث يفتح آفاقا شتي من الاستفهامات التي توقف الإنسان علي الكثير مما يحدث في الغرب من مد إسلامي بما يتميز هذا الدين من قدرة علي النجاح والدخول إلي قلوب الناس.. كما توقف الإنسان علي مدي الخوف من هذا الدين.. ومدي الجهل به.


* إذا أردنا أن نقدمك للقاريء العربي فماذا تقولين..؟
** اسمي كريستيانا بكر. المانية الجنسية.. أعيش الآن في لندن وأعمل مذيعة بالتليفزيون في برامج سياحية وأقدم برامج أخري تتعلق بالأديان. وقبل ذلك كنت أقدم في التليفزيون الألماني برامج موسيقية وكذلك عن الفنانين وكنت شخصياً من نجمات المذيعات حتي أعلنت إسلامي.


* بماذا تعلقين علي اختيارك واحدة من بين اثنين من المكرمين علي مستوي العالم في مناسبة عظيمة كالاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف ومن الرئيس مبارك شخصيا..؟
** التكريم الذي تم بالنسبة لي كان مفاجأة سعيدة جداً. خاصة انه جاء من مصر التي أحبها ومن رئيسها. فلم أكن أتصور أن ما أفعله سيصل إلي العالم الإسلامي ويطلع عليه الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري وبقية علماء المسلمين فيقررون أن ما أفعله مهم ويستحق التقدير. وبالتالي فإنني لا أتصور أن أنسي هذه اللحظة المهمة في حياتي.


* قلت إنك تحبين مصر.. فهل سبق لك زيارة مصر قبل ذلك..؟
** نعم.. إنها المرة الخامسة التي أزور فيها مصر حيث زرتها مع أتباع الطريقة الشاذلية التي أنتمي إليها عام 1999 وقد شعرت بروحانية عالية في زياراتي للمساجد الكبري والصلاة بها. وهي لحظات لا أحظي بها في لندن. فأنا هنا أستمع إلي الأذان والقرآن. وأصلي في جماعة. وقد حضرت شهر رمضان في احدي السنوات هنا. كما استمتع في مصر بتأمل جمال ما أبدعه المعماري المسلم من فن. فالفن عصارة الحضارة وصدي لما في داخل الإنسان من سمو روحي وعلامة علي درجة الرقي الإنساني والحضاري.


* التزامك المنهج الصوفي.. كان نتيجة بحث وقراءة أم انك تعرفت علي الإسلام من قبل رجال الصوفية وأتباعها..؟
** في الحقيقة انني من حسن حظي تعرفت علي الإسلام من قبل علماء يتبعون الصوفية.


* إذن ما هي لحظة التنوير التي لمست قلبك وأدركت أن نوراً جديداً يتخذ طريقه إليك..؟
** البداية.. فكما قلت لكما انني كنت أقدم برامج موسيقية. فقدر لي أن قابلت مسلمين دعوني إلي العشاء. واستمعت إلي إنشادهم الديني. وترجموا لي معاني ما يقولون. فبدأت في قلبي الأسئلة وبدأت الملاحظات والتأملات والمقارنات.. خاصة وانت تجد ما يلامس القلب ويخاطب الروح كالمحبة في الله ولله والتعاون والإخلاص واحترام الوالدين والزوج واحترام الجسد والنفس. ومن وقتها عاهدت نفسي أن أحافظ علي هذه القيم التي يأمر بها هذا الدين. كما قرأت كتاب "الإسلام قدر الإنسان" الذي جاءني هدية وتعرفت علي مؤلفه بعد ذلك وصار أستاذي وشيخي بل والدي وهو الشيخ حسن إيتون.


* هل هو مسلم عربي يعيش في أوروبا..؟
** لا.. إنه الكاتب البريطاني الدبلوماسي السابق جاي ايتون الذي أعلن إسلامه عام 1951 وكان وقتها يعيش في مصر حيث يعمل محاضراً في قسم الأدب الإنجليزي بالجامعة. فتعرف علي الإسلام. فأسلم وألف كتبا كثيرة منها "الإسلام وقدر الإنسان" الذي يعد نقطة تحول في حياة كثير من البريطانيين بل ان تأثيره وصل إلي بلاط الملكة اليزابيث الثانية التي وافقت علي تعديل جديد في قانون الخدمة داخل القصر الملكي وسمحت للموظفين المسلمين بتأدية صلاة الجمعة في أوقات العمل الرسمية وقد توفي أستاذي هذا يوم الجمعة الماضية وهو الذي قدمني للشيخ أبوبكر سراج الدين شيخ الطريقة الشاذلية في إنجلترا وظل شيخي أرجع إليه وأسئله وأفهم منه حتي توفي وتولي المشيخة تلميذه الشيخ السيد حسين نصر وهو في أمريكا الآن وله كتاب جميل اسمه "محمد" يتناول سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم.


* هل من الضروري أن يكون للإنسان شيخ أو بمعني أصح هل لابد من اتباع طريقة لها شيخ.. أم ان الإنسان يختار دينه ثم يقرأ ويتعلم..؟
** إن وجود الأستاذ العالم والشيخ الذي يعرف أكثر ضروري في حياة الإنسان حتي في العلوم الطبيعية وهذا ما اكتشفته. فقد بدأت حياتي في مرحلة التعرف علي الإسلام بقراءة بعض ما كتبه حامد الغزالي وجلال الدين الرومي. فاكتشفت انني في حاجة إلي من يشرح لي هذه الكتابات ويفسرها.. فإذا كنت أنا من أسرة غير مسلمة وفي بداية طريقي وهناك آخرون مثلي أسلموا ومن أسر غير مسلمة هنا تظهر الحاجة إلي معلم ومرشد يعرف أكثر ويري تلاميذه. كما ان التعلم أو القراءة التي تعلم الإنسان الجديد الذي لم يكن يعرفه تحتاج إلي تطبيق لأن المسلم عليه أن يطبق ما علم والتطبيق العملي قد لا يؤدي بشكل جيد هنا تظهر الحاجة إلي شيخ بل ان استاذي وشيخي حسن إيتون كان رجلاً كبيرا وأولاده غير مسلمين وكان في حاجة إلي من يمارس معهم الأبوة وكان لنا نعم الأستاذ والأب.


* في بريطانيا.. هل الصوفية لهم حلقات ذكر مثلاً وموالد كما في البلاد العربية..؟
** نحن نلتزم بالورد اليومي وهو عبارة عن ذكر لله وأدعية تلتزم بالكتاب والسنة ولا نخرج عليهما ومن خرج عليهما فقد خرج علي الإسلام.


* هناك اتجاهات كثيرة في الإسلام أوبمعني آخر مذاهب وهي موجودة في لندن غير التصوف فهل تعرفت علي بعضها..؟
** نعم تعرفت علي بعضها لأنني وجدت الكثير منها تتعامل مع الدين بطريقة حرفية أي انها لا تركز علي الجوهر والهدف من الدين بقدر ما تركز علي الشكل. وبالتالي لم أتوقف أمامها طويلاً.


* قد تعرفين أن هناك تباينا شديدا في المفاهيمم بين المسلمين الجدد. خاصة في أوروبا. فمن أسلم علي يد السلفية اتخذ المذهب السلفي ومن أسلم علي يد الصوفية لا يري الدين إلا كذلك.. ألا يخلق ذلك مشكلات في المستقبل..؟
** انني متفائلة بالنسبة لمستقبل الإسلام في أوروبا حتي لو تباين معتنقوه في المشارب فقد يأخذ ذلك وقتا ثم ينتهي لأن الإسلام حقيقة واضحة كالشمس. كما أن الإسلام سيكون الدين الشائع في أوروبا رغم اختلاف الأفكار فالأوروبيون متعطشون إلي ما يلمس روحهم والإسلام يفعل ذلك والتصوف من وجهة نظري أفضل الطرق إلي القلب وإلي نشر الإسلام.


* هل كانت هناك ردود أفعال معارضة لإسلام مذيعة لها نجوميتها الكبيرة بين أبناء الشعب الألماني..؟
** نعم.. فقد هاجمني الكثيرون هجوماً شديداً بل فقدت عملي وذلك عام 1995 لكن الأمور تغيرت بعد ذلك عام 2005 فبعد عودتي من رحلة الحج عرض عليَّ البعض كتابة التجربة.


* وما دمت قد أديت فريضة الحج وهي الركن الخامس من أركان الإسلام. تري بماذا شعرت في لحظات الوصول إلي الأماكن المقدسة؟
** أولاً ذهبت إلي الحج مع أخوة مصريين ووصلنا إلي المدينة أولاً لمدة أسبوع ثم ذهبنا إلي مكة واستمرت مراسم الحج ثلاثة أسابيع وكانت بالنسبة لي تجربة فريدة. فقد قابلت ورأيت بشراً من كل الجنسيات والألوان والأعراق بأزيائهم المختلفة وذلك في المدينة وبلغاتهم المتنوعة فقد شعرت أن الكون كله جاء إلي هناك.. كما كان السلوك الإنساني عالياً في حميميته ووده وصفائه وسعيه إلي التعاون والخدمة. وقد شعرت بأن الجميع أخوة حقيقة.
أما عن مشاعري لحظة الوصول إلي الأرض المقدسة أو وطن الدين كما أحب أن أسميه فلا أستطيع وصفها فقد شعرت بأنني عدت طفلة صغيرة وشعرت كأنني أكاد أطير وشعرت بسعادة ورضي فوق الوصف وظللت أدعو لنفسي ولأقاربي وأصدقائي.


* لكن وأنت مسلمة صوفية تسعين إلي تعميق جوهر الإسلام في نفوس البشر.. فما رأيك في القضايا التي تثار حول الحجاب والنقاب. خاصة ونحن نراك بلا حجاب..؟
** أعلم أن الحجاب فريضة دينية. ولكن ما يخفف عني وهو قوله صلي الله عليه وسلم.. إن الله لا ينظر إلي صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم" ومع ذلك لا أنكر أن الحجاب فريضة لكن غطاء الرأس بالنسبة لإنسانة في أوروبا مدعاة لأن تكون محل أنظار الناس والتساؤل.. وإن شاء الله سيأتي يوم وأغطي شعري بشكل معتدل ليس فيه تشدد كما في النقاب مثلاً.

* ألا تتفقين معنا علي أن لغة الخطاب في الاعلام الغربي تزداد حدة ضد الإسلام أو ما يسمي بالإسلامفوبيا..؟
** بداية .. إن الخوف دائما يكون مما هو غير معروف. والإسلام بالنسبة للغرب كذلك. خاصة في المانيا وفرنسا حيث هناك سوء فهم لطبيعة وتعاليم الإسلام. وبالفعل فما يقدم عبر وسائل الاعلام بعضه يعزز ذلك. خاصة ان وقوع جريمة تفرد له الصحف المساحات وكذلك الاذاعات. لذلك فأنا أطالب وسائل الاعلام الغربية بدلاً من التشدق بالمطالبة بالحوار والتفاعل أن يراجعوا أنفسهم وما يقدمونه. فهذا يغني عن الحوار ويمهد له.


* هل ترين ان للمسلمين دور في رسم الصورة الذهنية السيئة عنهم..؟
** للأسف هذا صحيح.. فهناك انطباعات يتركها المسلمون أنفسهم لدي الغرب.. بسبب سلوكيات خاطئة لا تمت للإسلام. وإنما ينسبها الغربيون للإسلام. وكذلك عندما يتم الخلط بين العادات والعبادات ويتم التعامل معها علي أنها من أساس الدين.

 
* ألا ترين أن هناك تضييقا علي المسلمين في أوروبا في كثير من الأمور..؟
** للأسف يحدث ذلك في المانيا وفرنسا. أما بريطانيا فيمكن للمسلم أن يعمل في كل المجالات بل ان الدين الإسلامي يدرس في بعض المدارس.. أما المانيا فالديانة الرسمية هي المسيحية واليهودية. ولم يعترفوا بالإسلام حتي الآن كدين.


* وما هو آخر الكتب التي قرأتها عن الإسلام..؟
** آخر ما قرأت هو كتاب "ما هو التصوف" لأبي بكر سراج الدين وهو عبارة -إذا وصفته- عن عطر الدين وثمار الإيمان التي يمكن أن يتذوقها الإنسان حيث يفسر كيف يجعل الإيمان حياة الإنسان مقدسة في كل حركة وسكنة حيث يسم الإنسان الله في كل فعل فيقول "بسم الله الرحمن الرحيم" ويحمده علي كل حدث ويشكره علي كل نعمة. ويذكره إذا صحا من نومه. وإذا ذهب إلي فراشه. فهناك علاقة مستمرة وكاملة بين الإنسان وربه. يشعر بلذتها من يعيشها ويعيها.. أما من يكتفي بالقراءة فقط دون تطبيق أسسه. كمن يقرأ عن السباحة فلا يمكن أن يشعر بمتعة السباحة إلا إذا سبح في البحر.
----------------------
الحوار منقول من جريدة الجمهورية

شاهد لقاء الشيخ خالد الجندى مع كريستيانا بكر :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

برامج يجب توفرها على جهازك لاستعراض محتويات الموقع جيدا

حمل برنامج الفايرفوكسحمل قاريء ملفات pdfحمل برنامج winzipحمل برنامج winrarحمل مشغل الفلاش