الامام شاكر
تستعد "كلية الزيتونة" إلى افتتاح أبوابها رسميا الخريف المقبل في مدينة "بيركلي" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي أول كلية إسلامية في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا" في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مؤخرًا.
وترفع الكلية شعار "عندما يلتقي الإسلام وأمريكا"، الذي يعبر عن رسالتها في التوفيق بين المبادئ الإسلامية ونمط الحياة في الولايات المتحدة، وإخراج علماء مسلمين محليين أقدر على توجيه الجالية المسلمة الأمريكية، وإظهار الإسلام بالصورة المناسبة.
وتمنح الكلية لطلابها درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، واللغة العربية، ولتحقيق التوازن وتعزيز معرفتهم بالبيئة الغربية، فإن الطلاب عليهم أن يدرسوا بجانب العلوم الشرعية 60 مادة أخرى خلال سنوات الدراسة، منها: التاريخ، والعلوم السياسية، والاقتصاد، وعلم الإنسان، والقانون الدستوري، وغيرها.
وبحسب صحيفة "دايلي كاليفورنيان" الأمريكية المحلية فإن طلاب كلية الزيتونة سيكون في مقدورهم مشاركة معارفهم مع طلاب جامعة بيركلي، وكلية مدينة بيركلي.
ووفقا لإذاعة "صوت أمريكا" فإن زيارة "كلية الزيتونة" كشفت عن المقاييس الجمالية للمبنى، حيث يعبر الطلاب فناء مشمسا يؤدي إلى الفصول الدراسية.
وتفتح القاعات الدراسية أبوابها لكلا الجنسين، مع الالتزام بصفين منفصلين للرجال والنساء اللاتي يلتزم غالبيتهن بالحجاب.
ويوفر الموقع الحيوي للكلية في مدينة بيركلي على خليج سان فرانسيسكو فرصا للطلاب المسلمين لصقل خبراتهم والمشاركة في أنشطة الجالية المسلمة في هذه المنطقة، والتي يقدر تعدادها بنصف مليون مسلم، ويوجد بها أكثر من 50 مسجدا، والعشرات من المنظمات الإسلامية.
ويعد خروج كلية الزيتونة إلى النور نتاجا لفكر مشترك بين ثلاثة من العلماء والناشطين، وهم: الشيخ "حمزة يوسف"، والإمام "زيد شاكر"، والدكتور "حاتم بازيان"، حيث أدركوا أهمية وجود علماء مسلمين محليين في الولايات المتحدة.
وحول ذلك يقول الإمام "شاكر": إن "الإسلام لم يرسخ في أي أرض حتى أنتجت علماءها، وهذا بالضبط هو الهدف من إنشاء كلية الزيتونة".
وأشار إلى أنه على الرغم من وجود الملايين من المسلمين الأمريكيين، إلا أن معظم المعلمين للإسلام يأتون من بلدان أخرى، مثل: باكستان، واليمن، مصر، وغيرها، ما يعطي انطباعا بأن الإسلام أجنبي في أمريكا.
لكن هذه الصورة ستتغير في كلية الزيتونة لأن المعلمين سيكونون من المسلمين الأمريكيين مثل: "زيد شاكر" الأمريكي الذي اعتنق الإسلام عام 1977م، ودرس العلوم الشرعية، ونشط في مجال الدعوة الإسلامية.
ويوضح الإمام "شاكر" أهمية تعليم وإعداد المسلمين الأمريكيين لقيادة دفة الجالية الإسلامية، بقوله: إن "الأشخاص الذين يتعلمون ويتدربون في كلية الزيتونة، هم الذين يفهمون الفروق الدقيقة والتعقيدات في المجتمع الأمريكي، كما أنهم متوافقين مع هويتهم الإسلامية من ناحية، وأمريكيتهم من ناحية أخرى".
وتتبع كلية الزيتونة تقليدًا تاريخيا للجامعات والكليات المؤسسة على قاعدة دينية، حسبما يقول الباحث الأمريكي الدكتور: "مايكل هيجنز".
ويتخوف "هيجنز" يتخوف من احتمال وجود معارضة واحتجاجات ضد كلية الزيتونة، نظرا لتزايد مشاعر الخوف من الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
لكن الإمام "زيد شاكر" يعتبر أن أصوات المعارضة للكلية تعكس آراء أقلية في الولايات المتحدة، كردود فعل على أفعال مجموعة متطرفة داخل المجتمع الإسلامي، وهذه المجموعة رغم أنها ملفتة للنظر وواضحة إلا أنها صغيرة جدا.
ويقول: إن "وجود توجهات متطرفة يجعل من وجود كلية الزيتونة أمرا هاما جدا، فإذا استطعنا إثبات أنفسنا، فإن أكثر النقاد صخبا سوف يصمتون، إن الأمر يرجع إلينا، والكرة في ملعبنا".
0 التعليقات:
إرسال تعليق