لماذا بدأت في امريكا حملة تدعو المسلمين هناك علناً الى التخلي عن معتقداتهم الدينية؟ من الذي يقف خلف مثل هذه الدعوات وما هو الخطر الذي تمثله على المجتمع الامريكي؟ وهل ستظل امريكا بلداً متنوع الثقافات ام انها ستشهد تنامي ظاهرة معاداة الاسلام؟
معلومات حول الموضوع:
ظهرت في الحافلات والباصات في مدن الولايات المتحدة مؤخرا ما يسمى بالإعلانات الاجتماعية التي تعرض على المسلمين مساعدات ... في التخلي عن معتقداتهم، لا اكثر ولا اقل! اليافطات المفضوحة الصقت من قبل منظمة لم تكن معروفة في السابق تسمى "اس آي أو أي" (SIOA) ويعني اسمها: "أوقفوا انتشار الإسلام في اميركا". وتقودها الصحفية والناشطة السياسية باميلا هيللر التي اسست المنظمة ولها نشاطات على شبكة الإنترنت.
كما انها معروفة بعملها طوال عدة سنين في تشجيع الأميركيين على دعم اسرائيل واسناد الحرب الأميركية على العراق. علما بأن هيللر نفسها تدعي ان هدف اليافطات الدعائية ليس دفع المسلمين عموما للتخلي عن دينهم، وان الحملة الدعائية معنونة فقط الى المسلمين الذين قرروا التخلي عن الإسلام لأسباب معينة لكنهم يخشون ردة فعل المجتمع الإسلامي.
الا ان الكثيرين من ابناء الجالية الإسلامية في نيويورك اعربوا عن استنكارهم الشديد لحملة هيللر الدعائية المغرضة. ويعتقدون ان اليافطات التي ظهرت في الباصات تفوح منها رائحة التمييز العنصري، بل هي تؤجج النعرات والنزاعات الدينية بين المواطنين. فيما عدّ المحللون فعلة هيللر مظهرا آخر لتصاعد الميول المعادية للإسلام والمسلمين في المجتمع الأميركي.
ويذكر المحللون اسبابا متنوعة لتصاعد الكراهية للإسلام. بعضهم يعزوها الى نية مسلمي نيويورك في بناء مركز ثقافي اسلامي ومسجد على مقربة من منطقة "غراوند زيرو" التي دمرت فيها ناطحتا السحاب اثناء احداث الحادي عشر من سبتمبر /ايلول2001 .
وقد صادق المجلس الإجتماعي لمانهاتن على مشروع البناء، الا ان الأهالي المستائين واقارب ضحايا العمليات الإرهابية يهددون سلطات المدينة بتنظيم احتجاجات جماهيرية حاشدة فيما لو بدأ تنفيذ المشروع. ولا يستبعد ان يكون مشروع بناء المركز الثقافي في مانهاتن مجرد ذريعة ، بينما السبب الحقيقي هو فزع المحافظين والعامة المؤيدين لهم من تكاثر السكان المسلمين في الولايات المتحدة. وثمة رواية اخرى تقول إن القصد من وراء الحملة المعادية للإسلام هو الرغبة في صرف انظار الرأي العام عن الإنتقادات الموجهة الى اسرائيل والى عمليات الولايات المتحدة في العراق وافغانستان وباقي ارجاء العالم الإسلامي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق