تتعرف على العشرات من لمسات الأصابع وحركتها والأجسام الموضوعة عليها في آن واحد , كومبيوتر «توش سمارت» بشاشات اللمس من «هيوليت ـ باكرد»
«ماوسات» الكومبيوتر العادية المتواضعة باتت مهددة مع بروز تقنية الشاشة التي تعمل باللمس.. هذا ما قاله ستيف بالمر، كبير المديرين التنفيذيين في شركة "مايكروسوفت" عندما كشف النقاب عن التقنية الجديدة للجهاز المسمى "سرفايس" Surface، العامل بتقنيات لمس الشاشة في شهر مايو (أيار) الماضي.
"الماوس" كان دائما جزءا لا يتجزأ من الكومبيوتر لفترة طويلة على مدى ذاكرة الناس، لكن الجمل التي تبدأ بكلمات مثل "انقر"، و"انقر ثم اسحب"، قد لا تكون جزءا من مستقبل العمل في المكاتب، لكون "الماوس" المتواضع هذا بات مهددا من قبل تقنيات الشاشة الجديدة التي تعمل باللمس، التي شرعت الشركات الكبرى الرئيسية في ابرازها الى عالم صناعة الكومبيوترات. وهي تعد ان تكون اكبر تغيير في عالم الكومبيوترات الشخصية خلال الربع الاول من القرن الحالي.
ورغم ان الشاشة العاملة باللمس قد نفذت الى الحياة العصرية منذ أمد ليس بالقصير على شكل آلات لبيع التذاكر والبطاقات، وفي النقاط العامة لصرف النقود والحاجيات، وقدمت مبتكرات تفاعلية على شكل دليل للمتاحف، وآلات لفك الاحاجي والفوازير، إلا ان تطبيق مثل هذه التقنية على آلات الكومبيوتر "بي سي"، هو امر اكثر تعقيدا.
يصعب على المؤرخين احيانا تتبع مسيرة تاريخ "الماوس"، فقد أنجزه في البداية الدكتور دوغلاس انغيلبارت بمساعدة بيل انغليش الذي صمم بعد ذلك اول "ماوس" على شكل كرة عام 1965 في معهد الابحاث التابع لجامعة ستانفورد الاميركة، ليستخدم لاول مرة تجاريا من قبل شركة "زيروكس" في كومبيوترها "ستار ووركستايشن" عام1981. وكانت "أبل" قد منحت الرخصة لاستخدام "الماوس" في طراز "ليسا" الذي انتجته بعد ذلك بوقت قصير.. لكن، فقط عندما جرى دمجه في جهازها الشهير "أبل ماكنتوش" في عام 1984، شرع هذا الجهاز الصغير ينطلق تجاريا.
وبعد مضي 23 سنة، يبدو من الصعب أن نتخيل كومبيوترا من دون "ماوس" ينفذ ويقود أغلبية المهام الكومبيوترية، لكن هذا ما بات حاصلا في عامنا الحالي، العام البارز في عالم الكومبيوترات الشخصية.
* شاشات باللمس وفي بداية العام الحالي اطلقت "هيوليت ـ باكرد" HP، مجموعة من اجهزة الكومبيوتر "بي سي" الحساسة للمس. وهذا يشير الى العودة الى ميدان جرى سبر اغواره سابقا عندما كانت هذه الشركة الاولى التي حاولت اطلاق شاشات تعمل باللمس الى الاسواق التجارية في عام 1983 مع جهاز "إتش بي 150 HP". اما النسخة العصرية لجهاز الكومبيوتر الذي يعمل باللمس "توش سمارت بي سي" Touch Smart PC، فتبدو انها ستكون اكثر شعبية، وقد صممت مع الاخذ بالاعتبار العائلة ككل. ويضم الكومبيوتر مركزا للوسائط المتعددة يمكن الوصول اليه بخطوة واحدة، بحيث يؤمل منه ان يصبح مركزا ايضا للعمل العائلي ومتطلبات التسلية.
ويعتمد "توش سمارت بي سي" على نظام تشغيل "ويندوز فيستا" من "مايكروسوفت"، لكنه لا يستغني عن "الماوس" ولوحة المفاتيح كليا، فهما يتوفران حال طلبهما، أي ان التأكيد والاصرار عليهما كأدوات تصلح لجميع المهام قد زال. وقامت HP بجمع مجموعة من خيارات التسلية التي تعمل بلمسة واحدة بما في ذلك تقويم ذكي "سمارت كاليندر" وتطبيق "فوتوسمارت توش" للصور، التي تجعل من ادارة المذكرات اليومية والعروض السينمائية والصور والموسيقى عملية اكثر سهولة.
وفي شهر مايو الماضي، قام ستيف بالمر، كبير المديرين التنفيذيين في "مايكروسوفت" في كاليفورنيا، بالكشف عن جهاز "سرفايس".
والجهاز الجديد الذي يعمل باللمس المتعدد، من دون لوحة مفاتيح او "ماوس"، والمبيت في ما يبدو على شكل طاولة قهوة انيقة تأمل الشركة الصانعة ان تغير، هذا "الكومبيوتر ـ الطاولة"، وجه الكومبيوترات في المنزل والمكتب على السواء خلال العقد المقبل من الزمن.
ويعلق توم غيبونز، نائب رئيس شركة "مايكروسوفت"، الذي شكل اخيرا مجموعة "برودكتفتي أند إكستينديد كونسيومر إكسبيرينسيس غروب"، بقوله "كومبيوتر "سرفايس" هو اسلوب جديد ومبتكر للتفاعل مع المحتويات الرقمية. وهو يطمس الخطوط الفاصلة بين العالمين الطبيعي والافتراضي. وعن طريق استخدام اليدين، او وضع الاشياء الاخرى التي تستخدم يوميا على سطح الجهاز، يمكن التفاعل والتعاون والمشاركة معها في نحو لم نألفه سابقا".
ومن الفحص، او النظرة الاولى، يذكرنا جهاز "سرفايس" بمراكز الاجهزة القابعة فوق الطاولات امام الكراسي العالية التي نشاهدها عادة في المقاصف والنوادي. والجهاز بقياساته البالغة 22 بوصة في الارتفاع، و21 بوصة في العمق، و42 بوصة في العرض (البوصة 2.5 سم)، فانه يتميز بشاشة عرض قياسها 30 بوصة تقول "مايكروسوفت" إنها قادرة على التعرف إلى العشرات والعشرات من اللمسات في وقت واحد، بما في ذلك لمسات الاصابع والايدي وحركتها اضافة الى الاجسام التي توضع عليها، مثلما توضع عادة على الطاولة العادية، مما يتيح للمستخدمين المشاركة في التجارب وسبر اغوارها والقيام بها معا، "كما انها تتيح ايضا التفاعل مع الهواتف الجوالة والكاميرات الرقمية ومشغلات الموسيقى".
ومع سعر الجهاز الذي يبلغ حاليا ما بين 5 و10 آلاف دولار اكدت "مايكروسوفت" طلبات من الفنادق والمطاعم والكازينوهات، وهي تأمل مع ازدياد شعبية "سرفايس" تدني سعرها أكثر فأكثر لكي يناسب السوق الاستهلاكي.
وتهيمن على سوق الاجهزة الجوالة التي تعمل باللمس الاخبار الجيدة والسيئة معا الخاصة بهاتف "آي فون" الجديد من "أبل". ورغم ان "أبل" قد اضافت الى مجموعتها الرائعة تصميما اخر سخي وفخم، إلا ان "آي فون" بات موضوعا للمخاوف الأمنية المتعلقة بالهويات الشخصية عندما استطاع الباحثون في المؤسسة الامنية المستقلة "سيكيورتي إفاليوويترز" ISE، التي مركزها مدينة بالتيمور بنجاح، اختراق "آي فون" من بعيد، غير انه يبدو ان برمجيات الترميم المباشر قادرة على حل هذه المشكلة.
ويبدو ان الشاشات العاملة باللمس قد رتبت لإتمام وتكملة العتاد المتوفر حاليا لا لطرحه في غياهب التاريخ، مما يعني مزيدا من التعاون وتبسيط عمليات الدخول الى الوسائط المتعددة في اجهزة الكومبيوتر "بي سي".
ومن المحتمل ان يظل "الماوس" محافظا على دوره الحيوي بعيدا عن الانقراض. ويعتقد الباحث الرئيسي في مركز ابحاث "مايكروسوفت" بيل باكستون، ان "الماوس" هو من الاهمية بمكان بحيث يصعب التخلص منه. ويضيف في حديث نقلته قناة "سي إن إن"، ان "الماوس هو مهم لامور عدة، لكن ليس لكل الاشياء. والتحدي بالنسبة الى الطروحات الجديدة هو العثور على اجهزة قادرة على العمل معا، وفي الوقت ذاته مع "الماوس"، او على اشياء هي من القوة فيما "الماوس" ضعيف جدا، بحيث يمكن لكل جهة تكملة الآخر واتمامه".
شاهد هذا الفديو عن تقنية Microsoft Surface
0 التعليقات:
إرسال تعليق