الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

0 رواية ربع جرام للكاتب عصام يوسف

رواية ربع جرام للكاتب عصام يوسف رواية واقعية و تنتمي الى الأدب التسجيلي الذي يسجّل مشكلة إدمان المخدرات التي عصفت بمجموعة من الأصدقاء الذين ينتمون الى طبقات و ثقافات مختلفة و لديهم كثير من الهوايات. يروي الكاتب القصة على لسان بطلها "صلاح" و الذي ينتمي الى أسرة ميسورة الحال سمحت له بتعاقر الخمر قبل الإنتقال الى تعاطي الحشيش و أنواع متنوعة من المؤثرات العقلية قبل أن تصطاده بودرة الهيروين.

و يذكر بأن مشكلة تعاطي المخدرات أصبح تمثل هاجساً حقيقياً للأسرة المصرية و تحدياً للسلطات في الوقت ذاته. إذ إزداد حجم الإنفاق على المخدرات في مصر من 18 مليار جنيه مصري في 2008 ليبلغ 22 ملياراً في 2009. و تقدر السلطات أعداد المدمنين بحوالي خمسة ملايين مدمن و 45 ألف تاجر ، علماً أن ما يتم ضبطه من مخدرات يبلغ 10 – 30 % من الحجم الفعلي.


لامست الرواية الجانب الإنساني للمدمن كمريض يستحق العلاج و ليس كمجرم أو جاني يستحق العقاب. و من خلال أحداث الرواية يستعرض محاولات الإقلاع اللامنتهية التي قام بها صلاح بعد أن رأى تساقط الشلة واحداً تلو الآخر. جرب مصحات الإدمان و سافر الى الحج و هرب الى أمريكا. لكنه تحول الى مروج للمخدرات ايضاً. قبل أن يكتشف برنامج المدمن المجهول و الذي حاول شرح خطواته الإثنى عشر من خلال فصول الرواية.

و ينوه الكاتب الى إن الأدمان يعتبر بمثابة المرض الذي قد تتنوّع أشكاله ، فهناك مدمن المخدرات ، و هناك مدمن الكحول ، و مدمن الأكل ، و مدمن الجنس ، و مدمن القمار ، و مدمن الشوكولاته أيضاً ! و هي جميعها حالات مرضية قد تختلف أعراضها و لكنها تتشابه في طريقة الحل.

الرواية طويلة نسبياً (635 صفحة) و كان من الممكن إختصارها خصوصاً في الفصول المتعلقة بمصحة الإدمان ، و كتبت بلغة عامية إنتقدها الكثير من النقّاد لكني أجدها ضرورية لتنقل لنا بيئة المدمنين بألفاظها و مصطلحاتها الواقعية. النص الأدبي و التصويري عادي جداً ، و لكن يحسب للكاتب إبتعاده عن الإبتذال و الشتائم و المصطلحات الهابطة التي عادةً يصاحب هذه النوعية من الروايات. و تكمن قوية الرواية في واقعية القصة و حقيقيتها إذ نجح الكاتب في نقلها لنا كما هي دون أي تعديلات أو إضافات عن صديق مرّ بتجربة الإدمان قبل خمسة عشر سنة و حرص بتغيير الأسماء والتواريخ والأماكن للحفاظ على "مجهولية" الشخصيات.

و سارت الرواية في خط واحد و هو محاولة الإقلاع على الإدمان الذي فتك بصحة صلاح و كاد أن يقضي عليه نهائياً و غلب عليها الطابع الإجتماعي بعيداً عن الإسقاطات الدينية أو العاطفية.

لاقت الرواية نجاحاً منقطع النظير إذ باعت في شهرين أكثر مما باعته رواية شيكاغو في سنتين و طبع منها اثنان و عشرون طبعة الى اليوم و تعتبر أكثر الروايات المصرية مبيعاً في سنة 2009. و يعتزم كاتب الرواية تحويلها الى فيلم سينمائي و مسلسل تلفزيوني في الوقت نفسه. و نظراً لأهمية الموضوع فقد احتفلت جامعة الدول العربية بصدور الرواية وسط لفيف كبير من الشخصيات الإجتماعية الهامة سواء كانت دبلوماسية ، إعلامية ، أدبية أو حتى طبية.

لتحميل الرواية إضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

برامج يجب توفرها على جهازك لاستعراض محتويات الموقع جيدا

حمل برنامج الفايرفوكسحمل قاريء ملفات pdfحمل برنامج winzipحمل برنامج winrarحمل مشغل الفلاش