دائما كما تعلمون احب ان انقل اخبار الاختراعات والابتكارات العربية وكذلك قصص الصمود والتحدى والتميز على المستوى العربى لأن هذا يكون بمثابة شمعة صغيرة تضئ فى هذا الظلام الذى يعيشة واقعنا العربى المعاصر …
حبه لعمله الذي تجاوزت سنوات خبرته فيه ربع قرن ورغبته في جعل الآلات الزراعية متاحة للفلاحين بأقل التكاليف فضلا عن دأبه المستمر للابتكار دفعه لاختراع محراث قادر على حراثة بساتين الأشجار المثمرة دون ترك أي جزء منها ودون المساس بجذور الأشجار.
واستغرق المخترع السوري فارس محسن الباروكي عضو جمعية المخترعين السوريين من محافظة السويداء الذي يعمل ميكانيكياً للآلات الزراعية في تصنيع اختراعه الذي أطلق عليه اسم المحراث الذكي 6 أشهر رغبة منه في حماية الأشجار من الخطورة التي تتعرض لها أثناء الحراثة التقليدية والمتمثلة بتقطيع الجذور ورفع كمية الإنتاج الزراعي وتوفير المال والأيدي العاملة على المزارعين.
ويتألف المحراث الذكي من 3 سكك وجهاز تنبيه وجكات هيدروليك لتنفيذ تنبيهات الحساس ونوابض حول السكك لتحديد الارتفاع وعلبة مسننات إضافة إلى جهاز تحكم يدوي يستخدم عند الضرورة، وقد فاز بجائزة العام الحالي لمعرض الاختراع والتكنولوجيا الذي أقيم في جامعة البعث.
وقال الباروكي إن المحراث ملحق بالمحراث القديم ويركب على عربة معدة لحمله ليتسنى للفلاح الحراثة به تحت الأشجار بطريقة تختصر عليه الوقت وتبقي الجرار بعيداً عنها بشكل لا يعرضها للأذية.
وأوضح المخترع أن آلية عمل المحراث تعتمد على حساسات آلية تعمل تحت الشجرة بحيث إذا اقتربت من جذعها ولامستها تعطي تنبيهاً بشكل ميكانيكي لكامل المحراث بالتراجع للخلف وبالتالي ارتفاع سكته للأعلى كيلا تلحق ضرراً بجذور الأشجار.
وأشار الباروكي إلى أنه اليوم يستطيع تصميم المحراث الذكي خلال مدة لا تتجاوز أسبوعا ومستعد لتقديم أفكاره لأي شركة صناعية وطنية بما يخدم المشروع ويجعل المحراث في متناول مزارعين بأقل التكاليف.
ولفت الباروكي إلى أن الطريقة التقليدية للحراثة كانت تقوم على فلاحة الأرض تحت الشجرة بواسطة الفرامات الآلية (العزاقات) التي تسبب تقطيعاً للجذور الماصة المغذية للثمار في الأرض وخاصة تلك المتواجدة تحت التربة بـ 5 سنتيمترات ما يقلل كمية الإنتاج مبيناً أن المحراث الذكي يحرث الجزء الموجود تحت الشجرة بمسافات مدروسة العمق للتخلص من الأعشاب الضارة وقلب التربة وتهويتها. بدوره أشار المهندس طارق الأحمد رئيس اللجنة العلمية في جمعية المخترعين السوريين إلى أهمية الاختراع في تجنيب الأشجار الضرر ودوره في رفع سوية الإنتاج الزراعي منوهاً بضرورة دعم صنع هذه المحاريث وتوظيف الاختراعات المحلية في العملية الصناعية بشكل يسهم في تطور الصناعة الوطنية ويحقق جدوى اقتصادية عالية.
من جهته قال المهندس بسام الجرمقاني مدير زراعة السويداء: إن المحراث الذكي يعمل عبر آلية أوتوماتيكية تستطيع طي الجزء المضاف ورفعه عند الاقتراب من كل شجرة موضحا أن الفرامات المستخدمة في الحراثة التقليدية تسيء لبناء التربة بينما المحراث الذكي يمنع ذلك لكونه يقوم بقلبها فقط دون الفرم أو الطحن إضافة إلى توفيره تكاليف الحراثة على المزارعين.
من جانبه أوضح المزارع ياسر أبو عسلي الذي استخدم المحراث الذكي في بستانه أن نمو الأشجار أصبح أفضل لكون المحراث لا يقطع الجذور المغذية لها ولا يعرض الشجرة للخطورة مقارنة بالمحراث التقليدي.
1 التعليقات:
سبحان الله العظيم علم الانسان ما لم يعلم
إرسال تعليق