عبر هرمون "الاوسيتوسين" قريباً.. دواء جديد يحول الإنسان البخيل إلى كريم محيـط - محمد السيـد الكرم من الأخلاق العريقة التي عرفها منذ الأزل أصحاب النفوس العظيمة فطبقوها في تعاملاتهم ومدحوا بها ساداتهم وجعلوها دليل الرفعة والفخر، وذلك لما تتسم به من الإيثار وعلو الهمم، وكانت عندهم نقيض البخل والشح، وقيل إن الكرم أصل المحاسن كلها، وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام . ولم يهمل العلماء الكرم أيضا، بل جعلوه محل اهتمامهم، حيث اتخذوا من هذه الصفة الجليلة نقطة بداية لأبحاث طويلة من الممكن أن تقودهم في النهاية لعلاج فعال يقاوم البخل والشح، وهذا ما حدث بالفعل من خلال بحث أمريكي، حيث توقع العلماء أن يتم التوصل في المستقبل القريب إلى دواء جديد يحول البخيل إلى إنسان كريم، وذلك بعد أن كشفت أبحاثهم أن هرمون "الاوسيتوسين" الذي يفرزه الجسم ويمكن أن يحول الإنسان البخيل إلى إنسان سخي وكريم. وأوضحت الدراسة، أن هرمون "اوسيتوسين" المعروف بين أطباء التوليد بأنه يلعب دوراً مهماً في تسهيل الولادة وعملية الرضاعة لدى الثدييات يمكن أن يحول الانسان البخيل الى كريم. وذكر بول زاك أستاذ الأمراض العصبية في جامعة كليرمونت في كاليفورنيا أنه تم إجراء اختبارات عملية على مجموعة من المتطوعين البخلاء تم إعطاء بعضهم جرعة من هذا الهرمون قبل أن يطلب منهم اقتسام مبلغ كبير من المال مع شخص آخر لا يعرفونه. وبالمتابعة تبين أن 80% من البخلاء الذين تناولوا الجرعة قبلوا اقتسام المبلغ، في حين رفض 90% من البخلاء الذين لم يتناولوا الجرعة ذلك رغم إطلاعهم على الظروف الصعبة التي يمر بها الاشخاص المحتاجون، وفقا لصحيفة "القبس". وأشار فريق البحث إلى أن هذا هرمون "اوسيتوسين" يتم إفرازه في المخ لدى الرجال والنساء على حد سواء خلال ممارسة العملية الجنسية. الكرم له أصول وراثية وفي بحث مماثل، أكدت نتائج دراسة علمية حديثة أن هناك صلة وثيقة بين صفة الكرم وجينات الإنسان الوراثية. وقد اجريت الدراسة على 203 شخص من الجنسين، منح كل واحد منهم 12 دولارا، حيث تبين أن 60 بالمائة ممن أعربوا عن استعدادهم للتنازل عن هذا المبلغ أو جزء منه لأشخاص بحاجة إليه هم أشخاص يحملون جين "إيه في بي آر 1" أو أحد مكونات هذا الجين. وقال اريل كنافو رئيس فريق الباحثين البروفيسور: ان هذه الدراسة تثبت للمرة الأولى وجود صلة مباشرة بين الكرم الإنساني وتكوين حامضه النووي. وأوضح أن جين "إيه في بي آر 1" ينشط في تكوين هرمون يسمى علميا "ارجينين فاسوبريسين"، ويؤثر على خلايا المخ، ما يدفع الإنسان إلى الكرم والسخاء والعطف على الآخرين. وأضاف الدكتور كنافو أن الجينات التي تحمل الصفات الوراثية وصفات سلوكية مثل نكرات ألذات والتعاضد الاجتماعي هو أمر يمكن قبوله من وجهة النظر التطورية، كما أن استراتيجية نكرات ألذات كانت ناجحة بسبب اعتمادها على فكرة أن العمل الحسن سيكافأ صاحبه. لكن احتمالية حدوث السلوك المرتبط بنكران ألذات بين الغرباء كانت أقل من احتمالية حدوث هذا السلوك بين الأشخاص الذين يعرفون بعضهم، لذا فإن تأثير التعاضد الاجتماعي وإقامة صداقات جديدة مهم من أجل حدوث هذا السلوك. وقال فيلدمان إنه ربما أصبح من المهم أن يكون المرء أكثر نكرانا للذات واستعدادا للتعاون من أسلافه بعد أن أصبح المجتمع معقدا للغاية وبصورة متزايدة. هرمون لعلاج الخجل في بادرة أمل جديدة يطلقها الباحثون لمعالجة الخجل الذي يترك آثاراً سيئة على أصحابه، ويسبب لهم مشاكل كثيرة، تمكن علماء سويسريون من اكتشاف ما يسمونه بهرمون "الثقة" أو "اوكسيتوسن - oxytocin"، الذي قد يساعد الأشخاص الخجولين، والمتهيبين من التفاعل البشري على التواصل مع الآخرين. وأجرى ماركوس هنريكس وزملاؤه في جامعة زيوريخ السويسرية دراسة على 70 شخصا من المصابين بحالة الخوف من الاختلاط الاجتماعي، وعلى دور هذا الهرمون في علاجها. وتظهر أعراض هذه الحالة على شكل مخاوف وقلق هائل، إضافة إلى حدة في الوعي الذاتي لدى وجود المصابين بها في محافل اجتماعية. وقدم الباحثون قنينة صغيرة تحتوي على الهرمون لرش جرعة منه داخل الأنف، قبل نصف ساعة من حضور المصابين بالحالة، لجلسات علاج حول "السلوك الإدراكي"، وهو العلاج الموجه عادة لتغيير الافكار السلبية السلوك السلبي. وأوضح هنريكس أن النتائج الأولية تشير إلى أن هرمون "اوكسيتوسن" قد أدى الى تحسين تهيؤ المصابين بهذه الحالة للتفاعل بينهم وبين الآخرين، وعزز ثقتهم بأنفسهم في ظروف بعض التحديات الاجتماعية التي وضعت امامهم، وذلك خارج جلسات العلاج. ونقلت مجلة "نيوساينتست" العلمية البريطانية عن هنريكس قوله: "إن الهرمون يقلل من استجابات الدماغ للخوف، ولذلك فإن المصابين بحالة الخوف الاجتماعي، يصبحون مهيئين اكثر للتفاعل مع الآخرين اجتماعيا". |
0 التعليقات:
إرسال تعليق