للتخلص من إصرار الكثيرين على إعادة استخدام العبوات البلاستيكية، رغم المعلومات المؤكدة بخطورتها على الصحة، كان إعلان مجموعة الأغذية الأميركية «بيبسيكو»، الثلاثاء الماضي، عن ابتكارها أول زجاجة بلاستيكية مصنعة حصريا من مواد نباتية متجددة ويمكن إعادة تدويرها بنسبة 100%.
تتكون الزجاجة من «مواد حيوية خام»، وتحديدا «الثمام العصوي» وهو نبات عشبي معمر موجود في السهول، بالإضافة إلى «لحاء الصنوبريات» و«أوراق الذرة».
ويؤكد الدكتور عبد الناصر سنجاب، أستاذ العقاقير بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، ووكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع والبيئة، أنه لو طرحت هذه الزجاجة في الأسواق فستكون «بديلا جيدا وآمنا للعبوات البلاستيكية التي يعاد استخدامها، إلا أنه من المتوقع أن يكون مرتفعة الثمن، ولكنه منتج صلب غير قابل للكسر وقابل لإعادة التدوير».
ويوضح أن هذه العبوات الصديقة للبيئة مصنعة من مواد سليولوزية مستخدمة من مواد طبيعية، مثلما ذكر التقرير، الذي أشار أيضا إلى أن «المجموعة تنوي في المستقبل إضافة قشور البرتقال والبطاطس والشوفان في تصنيع هذه العبوات».
ويؤكد الدكتور محمد قناوي، أستاذ علوم الأغذية بكلية الزراعة جامعة المنيا، «أن هذه المواد السليولوزية، المصنوع منها العبوة الجديدة، لا تسبب أي خطورة على صحة الإنسان»؛ لذا فهي بديل صحي وآمن للعبوات البلاستيكية، التي يلجأ لها الكثيرون في تخزين المياه، خاصة الماء الذي يحتوي على كلور، «فبالرغم من أن الكلور مادة مطهرة للماء، إلا أنه يتفاعل مع المادة المكونة للعبوة ويكون موادَّ مسرطنة».
وأضاف أنه لابد من التأكد من طبيعة المادة المستخدمة في صناعة هذه العبوات، ومدى مطابقتها للمواصفات، وذلك من خلال أخذ موافقة جهات متخصصة مثل هيئة دستور الأغذية، ومنظمة الرقابة على الغذاء والدواء «FDA».
ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج هذه الزجاجة الجديدة في عام 2012، في إطار مشروع تجريبي.
دليلك لإعادة التدوير
أما بخصوص العبوات البلاستيكية المتداولة في الأسواق حاليا، فيوضح قناوي أن الأرقام المطبوعة أسفل العبوات أو الأكياس البلاستيكية تعرف بـ«الكود التعريفي لِلَّدائن» وهي إشارة للمواصفة الملزمة لإعادة التدوير، وهذه الأكواد عبارة عن أرقام من 1 إلى 7 داخل مثلث التدوير، وتمثل الأنواع المختلفة للبلاستيك.
وأضاف أن كل رقم من هذه الأرقام له دلالات، فالرقم «1» على العبوات البلاستيكية يشير إلى مادة «البولي إيثيلين تريبتالات»، وتستخدم في تصنيع عبوات المياه والمشروبات الغازية وزجاجات العصائر، وهذه العبوات لا يجب استخدامها مرة أخرى، حيث إنها قابلة لنمو البكتيريا فيها، كما أن المادة المصنوع منها هذه العبوات تتفاعل مع الماء أو أي مادة مخزنة بها.
أما الرقم «2» فهو لمادة الـ«البولي إيثيلين عالي الكثافة HDPE»، وتستخدم في صناعة عبوات اللبن والصابون السائل والشامبوهات، وتلك الزجاجات وجد أنها لا تنقل أي مواد كيميائية إلى المواد الغذائية المعبأة بها وذلك في درجة الحرارة العادية.
وبالنسبة للرقم «3» فهو لمادة الـ«بولي فينيل كلورايد PVC»، وتستخدم في صناعة عبوات الزيت، كما تدخل في صناعة المواسير البلاستيكية، ومن المفضل تجنب استخدام هذه العبوات، حيث تتفاعل مع المواد المخزنة بها وتنتج مواد مسرطنة، خاصة إذا تفاعلت مع الكلور الموجود في الماء، وتزداد درجة الخطورة إذا تم تخزين مواد غذائية بدرجات حرارة عالية، حيث يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى هجرة العناصر المكونة للمادة البلاستيكية إلى المواد الغذائية.
أما الرقم «4» فهو لمادة الـ« بولي إيثيلين منخفض الكثافةLDPE» ويستخدم في صناعة الأكياس البلاستيكية، والأكياس البلاستيكية المطاطة، التي تلف بها الساندويتشات، وهي آمنة ولا تسبب انتقال مواد كيماوية للأطعمة في درجة الحرارة العادية، بينما يمثل الرقم «5» مادة الـ«البولي بروبيلينPP» ويدخل في صناعة أكواب الزبادي، وهي آمنة ولا تسبب انتقال مواد كيماوية للأطعمة في درجة الحرارة العادية، والرقم «6» هو لمادة الـ «بولي ستيرينPS» ويدخل في صناعة الأكواب البلاستيكية والفوم المستخدمة لشرب القهوة وخلافه، وهي مادة محتمل أن تنقل مواد مسرطنة من البلاستيك للأطعمة والمشروبات.
ويخصص الرقم «7» لعدة مواد منها «بولي كاربونات» و«BPA» وتسمى أيضا بـ«PL» وتستخدم في صناعة ببرونات الأطفال وزجاجات المياه متكررة الاستخدام، والبلاستيك الرقيق المبطن لعلب الطعام المحفوظ، وتلك الزجاجات التي تحتوي على مادة الـ«BPA» ثبت أنها تتسبب في بعض المشاكل الصحية مثل مشاكل بالقلب والسمنة؛ لذا وعند اختيار الزجاجات، التي لها الرقم 7 يفضل أن يكون مكتوب عليها أيضا «BPA free» لضمان خلوها من تلك المادة الضارة.
وقد أجريت أبحاث تؤكد أن تلك الأرقام والحقائق السابقة تكون في درجة حرارة الغرفة، ولا ينصح باستخدام البلاستيك في درجات حرارة منخفضة كالتجميد، أو درجات حرارة عالية كالغليان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق