نبيل المغربي اتهم باغتيال السادات والتخطيط لقلب الحكم رغم وجوده بالسجن (الجزيرة نت)
دعا نبيل المغربي (70 عاما) -وهو أقدم سجين سياسي في مصر- السلطات الحاكمة إلى العفو عنه بسبب وضعه الصحي، مؤكدا للجزيرة نت أنه يتمنى أن يموت في بيته بين أبنائه وأحفاده. كما وصف الثورة في مصر بأنها أمنية للشعب وانتقد نظام حسني مبارك.
وقضى نبيل المغربي -وهو ضابط احتياط سابق في المخابرات الحربية المصرية- أكثر من 30 عاما خلف القضبان، وليس مقررا خروجه إلا عام 2030، بعد صدور أحكام وصفها بالجائرة ضده بالسجن 53 سنة، في ثلاث قضايا أكد أنها لفقت له.
وشارك المغربي في حرب أكتوبر 1973 واعتقل في 1979، لدى إصدار الرئيس الراحل أنور السادات قرارات التحفظ التي لم تشمله، لكن اسمه أُدرج لاحقا في قائمة المتهمين باغتيال السادات عام 1981، بينما كان يوجد في السجن.
وحُكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ثم بالسجن ثلاث سنوات، بعد هروب مسجونين من سجن طرة الذي يقبع فيه حاليا. ثم حُكم عليه بالسجن 25 سنة أمام محكمة عسكرية بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم رغم وجوده في السجن.
نبيل المغربي في أيام شبابه (الجزيرة نت)
أمراض
ويعاني المغربي حاليا من أمراض الشيخوخة المرتبطة بالظروف الصعبة التي عاشها في السجن، لكن النائب العام رفض منحه عفوا صحيا، رغم أنه تقدم إليه بالتماس استنادا إلى تقارير مصلحة السجون التي تؤكد أنه مصاب بأمراض عدة.
تخرج المغربي من كلية الألسن بتقدير متفوق، والتحق بالجيش يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 وتخرج فيه عام 1977، لكنه سُجن بعدها بعامين وأشهر، بعد أن كان قد تزوج وأنجب ثلاثة أطفال وترك رابعهم عمار في بطن أمه.
وعبر فيديو مسجل معه داخل الزنزانة رقم 1 عنبر 3 في سجن طرة، قال المغربي للجزيرة نت "دخلت السجن قبل تولي حسني مبارك الحكم، وحوكمت في عهده أمام محاكم عسكرية، وصدرت ضدي الأحكام الجائرة".
وأضاف أنه فوجئ عام 1995 باتهامه بإفشاء معلومات، وتساءل "ما المعلومات التي يمتلكها السجين لكي يفشيها؟".
وشرح ظروفه داخل السجن قائلا "رأيت في السجن ما لم يره أحد، وكل ما أريده الآن هو أن أموت في بيتي وأن يصلي عليّ أهل الخير".
ووصف نظام مبارك بأنه "أحد أعتى أنظمة الإجرام في العالم، وأن شريعة الغاب أرحم من شريعته"، مؤكدا أنه ظل أربعة أشهر حبيس دورة مياه ومُنع عنه الأوكسجين، مما جعله يضع أنفه أسفل الباب كل يوم حتى يتنفس.
ووصف ثورة 25 يناير بأنها كانت أمنية كل شاب، وقال "ما فعله هؤلاء الشباب كان أمنيتنا وأمنية كل شاب مصري.. أن يعيش المصريون في حرية وأن تصبح مصر دولة كريمة؛ وقد سُجنا قبل أن نحقق ذلك، ولكن شبابنا حققوا ذلك".
تفاؤل
ومن جانبه قال ابنه محمد للجزيرة نت إنه كان عمره يوم اعتقل والده 3 شهور، وهو اليوم يبلغ 30 سنة ومتزوج ولديه طفلان.
ومن المواقف الصعبة التي يرويها الابن "زرنا والدنا بالسجن في يوم عيد، وكان مريضا فأتى به الجنود، وهو ملفوف في بطانية يمسك كل منهم بطرفها، ثم ألقوه على الأرض أمامنا.. أصابنا الألم".
وقال إنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عدم توفر المصاريف، مشيرا إلى أن والدته (58 عاما) تعبت في تربيتهم، حيث كانت تعمل مفارش وتبيعها أو تعد أكلات لربات البيوت لتعيل أبنائها.
وأوضح ابن أقدم سجين في مصر أن العائلة زارت آخر مرة الوالد في سجنه بعد نجاح الثورة الشعبية، "وكانت فرحته وزملائه بها عارمة.. وما نرجوه الآن هو أن يخرج من السجن لكي يموت وسطنا".
ويذكر أن الإفراج عن المعتقلين السياسيين هو مطلب رئيسي لشباب الثورة المصرية، وسيرفعونه في الاعتصام المليوني اليوم الجمعة بميدان التحرير، فيما تظاهر قبل أيام نحو 300 من زوجات وأهالي معتقلي الجماعة الإسلامية، مطالبين المجلس العسكري الحاكم بالإفراج الفوري عن ذويهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق