الثلاثاء، 20 يوليو 2010

0 السوري خلدون سنجاب يتحدى الإعاقة

خلدون الذي تعرض منذ سنيتن لحادث جعله طريح الفراش لم يستسلم لقدره, بل أرادها معركة لمواجهة الحياة, معركة مفتوحة, فعمل وأحب وتزوج وأبدع, ومايزال يطمح بتأسيس شركة تضاهي شركة مايكروسفت.  

بداية الحكاية :

بدأت حكايته برحلة استجمام على سواحل طرطوس محتفلا بنجاحه بالشهادة الثانوية بعلامات خولته الدخول كلية الطب ... لكن القدر كان له بالمرصاد لتتحول حياته بعدها إلى فاجعة كبيرة. قفز خلدون من مكان عال في البحر دون حسبان المسافة المناسبة ليرتطم رأسه بالصخور التي على الساحل فأدى إلى كسر رقبته وكسر الفقرة الرقبية الثانية التي أدت إلى إصابة دائمة في النخاع الشوكي نتاجها شلل حسي وحركي إضافة الى شلل تنفسي .

لم يبق في جسده سوى عضلة الوجه التي انطلق منها الى درب يتكلل بالعزم والإرادة و إصرار في متابعة طموحه كأي إنسان طبيعي بمساعدة والداه وأختاه وبعد عامين من الحادثة توفيت والدته بمرض عضال نتيجة الصدمة بما حصل لابنها الوحيد ولم يبق له في ذاك الوقت سوى أختاه ووالده الذي لن ينسى معروفه.

يكمل خلدون روايته : وبعد فترة وجيزة طورت نفسي من خلال متابعة التطورات بعالم الحاسوب والبرمجة حتى أصبحت قادرا على مجاراة أي جديدا يطرأ في عالم الحاسوب .

الاعاقة لم تمنعه من الحب والزواج :

زوجته يسرا التي تعيش مع ابنتها إلى جانبه تتحدث عن ارتباطها به : كانت بداية معرفتي به عندما ترددت اليه اكثر من مرة ليعلمني مادة الكيمياء أثناء فحص البكالوريا ومن خلال تعرفي عليه وجدت كم يحمل هذا الإنسان من إرادة صلبة حطمت كل مفاهيم الياس لتشعل شرارة الحب في ما بيننا , وبعد مدة طلب الزواج مني وخشيت رفض والدي الزواج من انسان معاق الا ان والدي وبعد التعرف على خلدون وما يحمله من صفات حميدة قال لي جملة لا أنساها إذا لم تتزوجي خلدون فانا من سيبحث له عن عروس ثم تزوجنا في منزل اشتراه من كده وتعبه وهوعلى سريره.

تطوير ذاته بذاته :

ويعتبر خلدون من أهم المبرمجين في الوطن العربي لا بل المساعد لكل محيطه بتعليمهم كل ما يحتاجونه لامتلاكه الكثير من الإرادة والميزات التي تشعر من حوله بان الحياة عظيمة. نجاحات خلدون يضيف خلدون (بعد إصابتي ساعدني أصدقائي بتصميم حاسوب يتناسب مع اعاقتي وفارة خاصة استعين بتحريكها بشفتي السفلى ولساني كما قمت ببرمجة لوحة مفاتيح على الشاشة لاستطيع استخدامها في مواصلة عملي واعمل على برامج عديدة C++ و 3D غرافيكس اضافة الى مشاريع مختصة بالافلام المتحركة وتصميم المواقع وانجاز مشاريع عملاقة في مجال البرمجة كما اقدم دروس لكل محتاج بمجال الحاسوب ومشاريع عديدة تتعلق بالالكترونيات وترجمة العديد من الكتب في المعلوماتية.

وتكمل زوجته : بالرغم عن القدر الذي ابتلاه إلا أن الإصرار في داخله لم ينقص من عزيمته فمن أعماله مكتبة برمجية متكاملة تستخدم لتصنيع تطبيقات رسومات ثلاثية الابعاد وتطبيق بأتمتة عملية البث التلفزيوني اضافة لاختراعه لوحة مفاتيح حقيقية للكتابة باستخدام الفارة و برنامج لتعليم الصلاة وبرنامج اخر لحساب مواقيت الصلاة.

والمذهل في خلدون انه لا يعرف الكلل فساعات النوم قليلة والباقي يستغرقه لانجاز مشاريعه والملفت في حياة خلدون انه لا يقطع فرضا من فرائض الصلاة ويحفظ القران الكريم ويواظب على صيام شهر رمضان رغم حاجته الماسة لشرب السوائل .

لا مكان لليأس :

يقول خلدون : الذي أصابني قدر من الله عز وجل واشكره على النعمة التي قدمها لي من خلال الانجازات التي اعتبرها فضل من الله صحيح أنني معاق لكن الله أعطاني العزيمة والإصرار الذي يكبر يوما بعد يوم فما اطمح إليه وأنا على سريري اكبر من العالم كله والفارة التي اعمل بها هي يداي.

و أضاف مبتسما : عندما يقومون بابعاد فارة الحاسب من أمامي اشعر أن شيئا ما من روحي قد أخذ وعندما تعود الفارة إلى أمامي اشعر أني قادر على فعل أي شيء وقد هداني الله بزوجة تمتلك الحنان والعطف ما لم تملكه إنسانة أخرى فهي تقوم على راحتي بكل ما احتاجه.

يسرى و خلدون روح واحدة :

تسرد لنا زوجته:  مضى على زواجي نحو عامين , لم اشعر يوما انني متزوجة من معاق بل اشعر انني متزوجة رجل يحمل مواصفات لا يحملها احد, فدائما يناديني للاطلاع على انجازاته التي افتخربها ولن اندم يوما على اختياري هذا الرجل الصابر.

وعن المعاناة التي يعيشها خلدون تقول يسرا : يعيش خلدون على التنفس الاصطناعي والمنفسة تعمل على الكهرباء ونتيجة الانقطاع المتكرر للكهرباء مما يسبب في انقطاع المنفسة فاستعمل يداي للضغط على المنفسة اليدوية بشكل متواصل منتظرة عودة الكهرباء مرة أخرى. وخلدون يحتاج لجهازين, وهما جهاز تنفس خاص يزرع تحت الحجاب الحاجز والذي سيتيح له التنفس بشكل طبيعي وهذا يساعدنا بالاستغناء عن المنفسة الكهربائية لكن المشكلة تكمن بثمنها الذي وصل الى 65ألف دولار بالإضافة إلى كرسي متحرك خاص لحالة خلدون و ثمنه 20 ألف دولار ونحن عاجزين عن شرائها.

وبالرغم من كل الظروف المحيطة بخلدون وزوجته إلا أن الابتسامة لاتختفي من ذاك المنزل والسبب إرادة خلدون التي تشع في المنزل الصغير.

حلم لم يتحقق بعد :

وفي أخرالحكاية مع هذا الشاب المعجزة يختم حديثه : أتمنى أن تصل قصتي للسيدة أسماء الأسد التي تعتبر الحاضن الأول والأساسي للمعوقين وأحلم بتأسيس مشروع يوازي شركة مايكروسوفت وسأسعى إليه ما حييت فلا يأس مع الحياة وأود قول كلمة للشباب العربي: مهما كبرت مصاعبكم لا تجعلوها حاجزا في تحقيق اهدافكم فعليكم المضي قدما في عالم يملئه النجاح وخذوا مثال حي من إعاقتي تحتذون بها لخلق التصميم والارادة في تحقيق ماتصبون إليه.

شاهد الفديو :

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

برامج يجب توفرها على جهازك لاستعراض محتويات الموقع جيدا

حمل برنامج الفايرفوكسحمل قاريء ملفات pdfحمل برنامج winzipحمل برنامج winrarحمل مشغل الفلاش